أجود أنواع الأغنام المفضلة لدى أهل قطر

10/6/2025

تُعتبر الأغنام جزءًا أصيلًا من الثقافة القطرية، فهي ليست مجرد مصدر للحوم وإنما رمز للكرم والضيافة، ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالمناسبات الاجتماعية والدينية. منذ القدم،كان القطريون يولون اهتمامًا كبيرًا لاختيار أفضل الأغنام للذبائح في الأعيادوالأعراس والمجالس، حيث يعكس تقديم الذبيحة مكانة الأسرة وحرصها على إكرام الضيوف.ومع تعدد الأسواق وتنوع مصادر الاستيراد، برزت مجموعة من الأنواع التي أصبحت الأكثر شعبية، ولكل نوع منها صفاته ومكانته الخاصة لدى المستهلك القطري.

يأتي في المقدمة الغنم النجدي، القادم من منطقة نجد في السعودية، والذي يتميز بلحمه الأحمر القليل الدهن وحجمه الكبير الذي يجعله مناسبًا للمناسبات الكبرى. يعتبر النجدي خيارًا فاخرًا يعكس الكرم، وغالبًا ما يُباع بأسعار مرتفعة قد تصل إلى ثلاثة آلاف ريال قطري في مواسم الأعياد. يليه الغنم العارضي، وهو بدوره من السعودية، ويُعرف برأسه الكبير وقرونه الملتوية ولحمه الدسم، مما يجعله من أكثر الأنواع طلبًا رغم سعره المرتفع. أما الغنم السوري (العواس)، فيشتهر بطراوة لحمه وسهولة طهيه، لذلك يُستخدم بكثرة في الأطباق الشعبية القطرية مثل المجبوس والثريد. يحظى هذا النوع بشعبية كبيرة لدى الأسر التي تفضّل المذاق الشهي بعيدًا عن الحجم الكبير.

وفي المقابل،نجد الغنم الإيراني الذي يجمع بين الجودة والسعر المناسب، حيث يُعد خيارًا عمليًا للأسر الباحثة عن توازن بين الطعم والتكلفة، ويُعتبر من أكثر الأنواع تداولًا في الأسواق القطرية اليومية. بينما يمثل الغنم الأسترالي البديل الأكثر اقتصادية، إذ يُستورد بكميات كبيرة ويُباع غالبًا مبردًا أو مجمدًا، وهو مثالي للاستهلاك اليومي بفضل سعره المنخفض مقارنة بالأنواع الأخرى.

لا يقتصر الأمر على نوع الغنم فقط، بل يمتد إلى طريقة اختياره، حيث يحرص المستهلك القطري على أن تكون الذبيحة نشيطة وعيونها صافية وصوفها لامعًا، ويُفضل أن تكون صغيرة السن بوزن يتراوح بين 25 و40 كيلوغرامًا للحصول على لحم طري وسهل الطهي. كما أن موسم الشراء يلعب دورًا مهمًا في تحديد السعر، إذ تشهد الأسواق القطرية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار خلال عيد الأضحى مقارنة ببقية العام.

من الناحية الاجتماعية، ما زالت الأغنام تحتفظ بمكانتها في المناسبات القطرية، سواء في الأعياد حيث تُذبح وتوزع لحومها على الأهل والجيران، أو في الأعراس والولائم التي تُقدَّم فيها أطباق مثل المجبوس والهريس والثريد. كما أن دخول التكنولوجيا ساعدعلى تسهيل عملية الشراء، حيث ظهرت خدمات الحجز الإلكتروني والتوصيل إلى المنازل،وهو ما يجمع بين التمسك بالعادات القديمة والاستفادة من الوسائل الحديثة.

في النهاية،يمكن القول إن الأغنام تظل رمزًا للكرم والهوية الثقافية في قطر. فالنجدي والعارضي يظلان عنوان الفخامة في المناسبات الكبرى، والسوري يمثل خيارًا مثاليًا للأسر الباحثة عن الطراوة والمذاق الطيب، بينما يقدم الإيراني والأسترالي حلولًا عمليةواقتصادية تناسب مختلف الاحتياجات. هذا التنوع يعكس توازنًا فريدًا بين الأصالةو التقدم في المجتمع القطري، ويؤكد أن الأغنام ستظل جزءًا أصيلًا من حياته وثقافته لسنوات طويلة قادمة.